كيف تتنصت المخابرات الإسرائيلية على جوالك الشخصي ؟!
تشهد أعمال التخريب رواجا كبيرا منذ القدم وخاصة على الأجهزة التكنولوجية
وقد اشتهر ما يعرف بالتخريب الإلكتروني وأعمال القرصنة والهاكرز واشتهرت
هذه العمليات على كافة الأصعدة الدولية واصبحت الحروب الإلكترونية هي اللغة
المألوفة لتلك الفئات وبما أن آخر الصيحات في التطور التكنولوجي في العالم
هما الجوال والشبكات اللاسلكية فلقد حاول الكثيرون اختراع أساليب وطرق
تخريبية.
من المعلومات المتداولة في المجالس حول حقيقة التنصت والتجسس والتخريب على
جهازك الجوال بإرسال فيروس وخلافه .. فهل من الممكن أن يقوم أحدهم بسرقة
رقم جوالك واستخدامه ؟ وهل يستطيع أحدهم تخريب جوالك وإيقافه عن العمل؟ هيا
لنرَ .. خزعبلات أم حقائق ؟وصل الأمر ببعض الأشخاص إلى تخويف الآخرين
بالتنصت على هواتفهم الجوالة ومعرفة مكالماتهم وما يدور فيها .. بل إن
الأمر تعدى ذلك إلى التخويف بسرقة جميع ما تحتويه الشريحة وذاكرة الهاتف
الجوال واستخدامها بشكل آخر!؟ فهل هذا ممكن؟وإلى اي حد يمكن لشخص إيذاءك من
خلال جوالك؟ هل كل هذه خزعبلات أم شائعات أم حقائق؟
نعم هذه هي الحقيقة فلقد ثبت قطعا بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يمكن بأي
حال من الأحوال التنصت على مكالماتك ومعرفة ما يدور فيها من خلال شخص آخر
قابع خلف شاشة جهاز حاسب آلي. بمعنى آخر لايستطيع أحد أن يستمع لمكالماتك
ومعرفة ما يحتويه هاتفك الجوال إلا بإذن مباشر منك .. أي أن تهبه هاتفك
الجوال ليعبث فيه. لكن كيف من الممكن تخريب جهازك؟ فهذا حدث من قبل وقد
يكون حدث لك شخصيا أو لأحد أصدقائك أو أقربائك .. وصلت نتيجة هذا التحقيق
إلى أنه لا يمكن تخريب الهاتف الجوال والشريحة الخاصة به عن بعد )أي بدون
الحصول على الجهاز باليد( إلا من خلال طريقة وحيدة وهي الرسائل أو SMS وفي
بعض أنواع الهواتف الجوالة وليس جميعها .
- تفجير الجوال :
يطلق على هذه العملية «رسائل التفجير SMS Bombing وهي معتمدة أصلا على ثغرة
موجودة في بعض أنواع أجهزة نوكيا .. ويتمكن من خلال هذه الثغرة المخرب من
إرسال رسائل ذات رأس Header مكسور لا يتعرف عليها الهاتف الجوال فتتسبب
بإغلاقه وانغلاق الشريحة .. والحل في السابق لهذه المشكلة هو تغيير الشريحة
القديمة بأخرى جديدة من شركة الاتصالات ولكن في الفترة الأخيرة ظهرت بعض
البرامج التي يدعي أصحابها أنه من الممكن إعادة عمل الشريحة ويطلق على هذه
البرامج اسم Sim Unlocking .
- هجوم إغراقي :
هذا نوع آخر من أنواع العمليات التخريبية الممكنة على أجهزة الجوال وتعتمد
هذه العملية على شن هجمات إغراقية عن طريق إرسال رسائل SMS كثيرة جدا على
الجوال المستهدف بقصد الإزعاج وعلى أسوأ الاحتمالات إصابة الجهاز وليس
الشريحة بالخراب ولكن مع تطور أجهزة الجوال مؤخرا أصبحت هذه العملية غير
مجدية في بعض الأحيان ولكن عند قيام أكثر من جهة بشن هجوم إغراقي على هدف
معين في نفس الوقت قد يتسبب هذا في تعطل جهاز الاتصالات المخصص لتمرير
الرسائل للمستخدمين وذلك بسبب أن كمية الرسائل الواردة تفوق قدرة الجهاز
على التحمل مما يصيبه بالتوقف.
- التهكير الحقيقي :
هل سبق وأن تفاجأت بحصول أحدهم على كافة معلومات الشريحة الخاصة بهاتفك
الجوال من دون علمك؟ نعم هذا ممكن ولكن في حالة واحدة وهي أن يكون هذا
الشخص قد ربط جهازك الجوال بكمبيوتر من خلال كيبل توصيل ونادرا من خلال
الأشعة تحت الحمراء Infrared وعند ربط جهازك الجوال من خلال الكيبل حتى لو
كان جهازك لا يعمل OFF فإنه باستطاعة هذا المتلاعب تشغيله من دون الحاجة
للرقم السري PIN الخاص بك وبعد تشغيله فإن المخرب سيتمكن من سحب كافة
معلومات الشريحة وأيضا جميع المعلومات السرية الخاصة بها من أرقام سرية
بكافة أنواعها وأيضا بكل تأكيد جميع أرقام الهواتف المخزنة. كل هذه
العمليات تتم بإستخدام برامج تعرف باسم Cell Phreacking Phone أو Phreaking
كما يتعامل بها البعض .
ويعتبر الهاتف الخليوي' بمثابة العميل والجاسوس الأول على صاحبه وهو المتهم
الأول في نجاح مخابرات الاحتلال الاسرائيلي في الوصول إلى الشخص المراد
تصفيته أو اعتقاله، وذلك عبر تحديد بصمة الصوت للشخص المستهدف.
الغريب أن رجال المقاومة الفلسطينية يعتقدون أن سلطات الاحتلال لا يمكنها
مراقبة شبكة الجوال الفلسطينية أو أي شركة جوال مستقلة، وأن استخدامهم
لأسماء حركية والتحدث بأسلوب الشفرات أو تغيير لهجتهم عند التحدث في الهاتف
يكفي لتجاوز مسألة المراقبة، غير أن ذلك لا يكفي في بعض الأحيان.
وأفاد أكثر من مواطن فلسطيني اعتقل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على
الحواجز الإسرائيلية أن المخابرات الصهيونية كانت تهتم بالهاتف النقال ،
وتقوم عبر الشريحة التي يحملها الجهاز بإخراج ملخص للمكالمات التي أجراها
لأكثر من شهر، بحيث تحتوي على رقم المتصل به ونص الحوار وزمنه والمكان الذي
أجريت منه المكالمة، بحيث تصبح هذه المكالمات سيفاً مسلطاً على رقاب
المقاومين ودليلاً حياً على إدانتهم في المحاكم الصهيونية.
وكشف عدد من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية في دراسة أمنية
أعدها أسرى في سجن عسقلان الصهيوني مؤخراً ، أن قوات الاحتلال تمكنت من
إحباط العمليات التي كانوا ينوون القيام بها واعتقالهم من خلال كشفها
'بصمات صوتهم ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية'، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال
عرضت عليهم أثناء التحقيق معهم جميع مكالماتهم التي أجروها .
وإذا ما أرادت قوات الاحتلال اعتقال شخص ما فإنها تعمل أولاً على الحصول
على بصمة صوته من خلال التنصت على اتصالاته الهاتفية، ثم تستخرج جميع
المكالمات التي أجراها سابقاً ولاحقاً، وكذلك التنصت على جميع المكالمات
التي يجريها من يتحدثون إليه ويتحدث إليهم، ومن ثم تحديد موقعه حتى لو كان
هاتفه الجوال مغلقاً، وترجع قدرة مخابرات الاحتلال الصهيوني على تحديد مكان
أي هاتف محمول حتى لو كان مغلقاً لوجود تخزين دائم للكهرباء في الجهاز
المحمول ـ ليس تحت تصرف صاحب الهاتف ـ يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته..
مشيرين إلى أنه من خلال موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية معينة
يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف، سواء كان مفتوحاً أو مغلقاً، حيث يحدث تواصل
بين الجهاز ومحطات التقوية والإرسال للشركة مقدمة الخدمة، ومن ثم بالجهاز
المراد رصده.
وكانت الصحف الاسرائيلية قد كشفت قبل أكثر من عام عن جانب من هذه
المعلومات، الأمر الذي أغضب جهاز الأمن العام الصهيوني، ودفعه لمطالبة
وزارة العدل بعدم نشر هذه المعلومات بحجة أنها تضر بجهوده في 'مكافحة
الإرهاب والإجرام .
وأثبتت التحقيقات والدراسات الأمنية التي أجريت مؤخرا على عمليات الاغتيال
الأخيرة والموثقة بملفات التحقيق مع المتورطين في عمليات الاغتيال أن
الهاتف الخلوي بشكل خاص والاتصالات الهاتفية بشكل عام التي يستخدمها كوادر
ورجال المقاومة كانت تخضع كلياً لتنصت المخابرات الإسرائيلية وهو الأمر
الذي استطاعت من خلاله أجهزة الأمن الإسرائيلية إفشال العديد من عمليات
المقاومة وتصفية أو اغتيال عناصرها قبل تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم كما
ساعدت وبشكل جوهري في تحديد أماكن المقاومين وتصفيتهم رغم الاحتياطات
الأمنية التي دأب المقاومين على اتباعها في تحركاتهم والتي استثنوا منها في
كل الحالات الهاتف الخلوي لاعتقادهم أن استخدامهم أسماء حركية أو أرقام
غير معروفة كافية لتجنب رصد محتمل للمكالمة من قبل المخابرات الإسرائيلية.
وكان مكتب الرئيس عرفات قد انتبه منذ العام 1999 لخطورة الهواتف النقالة
وإمكاناتها الهائلة في التنصت على الأحاديث التي تدور في مكاتب الرئيس ياسر
عرفات بعد أن وصل الأخير تقريراً سرياً من المخابرات المصرية يؤكد استراق
الجانب الإسرائيلي بواسطتها السمع لمعظم الأحاديث الجانبية التي تدور في
اجتماعات المجلس الأعلى للأمن القومي والاجتماعات الخاصة مع الوزراء
والقادة بعد اختراع شركتي ( Sckwar&Rode ) جهازا لصالح المخابرات
الألمانية يمكن من خلاله التقاط جميع المحادثات الجارية في محيط أي جهاز
نقال حتى ولو كان مغلقاً . حيث تتحول هذه الهواتف إلى أجهزة بث من خلال
السيطرة على الكود المشفر لهذه الهواتف حتى في حال إغلاقها يتحول
الميكروفون الموجود في الهاتف النقال إلى جهاز يبث كل الأصوات التي يلتقطها
في محيطه . وهو الأمر الذي دفع بالرئيس عرفات آنذاك إلى منع إدخال الهواتف
النقالة إلى مكتبه، وأمر شركة الاتصالات الفلسطينية بالإسراع في إنجاز
شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية 'جوال' في محاولة للحد من خطر الهواتف
الإسرائيلية إلا أن المخابرات الإسرائيلية سرعان ما استطاعت اختراقها هي
الأخرى رغم اعتمادها على أحداث تقنية أمنية للاتصالات في العالم والمعرفة
ب(جي اس ا ) .
وكان قد أدى الصراع الخفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وبيرتس
الى الكشف عن تنصت جهاز المخابرات الاسرائيلي الخارجي (الموساد) على
اتصالات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). وقالت صحيفة «يديعوت
احرونوت» ان اولمرت استخدم معلومات مصنفة «سرية للغاية» تتمثل بتسجيلات
صوتية لمكالمات ابو مازن الهاتفية، منها حديثه مع بيرتس، بهدف الاطاحة به.